3 آثار للذكاء الاصطناعي على الأمن الإلكتروني
كتب أحمد حسان عامر بلدنا نيوز الاقتصادي
استعرض كايل ويلهويت، مدير أبحاث التهديدات في وحدة أبحاث التهديدات الإلكترونية (Unit 42) التابعة لشركة بالو ألتو نتوركس، في حوار مع دينا دي أنجلو، مديرة تسويق المحتويات لدى الشركة، "أثر الذكاء الاصطناعي على الأمن الإلكتروني"، وذلك لتسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي على بيئة التهديدات الإلكترونية الحالية، والكيفية التي تقوم بالو ألتو نتوركس من خلالها بحماية نفسها وعملائها من هذه التهديدات، إلى جانب التبعات المستقبلية على مستقبل الأمن الإلكتروني.
ويقود كايل فريقاً من الخبراء الذين يعملون على اكتشاف التهديدات وإجراء أبحاث حولها، إلى جانب جمع المعلومات عن التهديدات والجهات التخريبية وتحليلها، ويقومون بذلك من منظور تجسس الدول ومنظور الجهات التخريبية التي تقوم بالهجمات الإلكترونية. وشارك كايلي أفكاره وتوقعاته حول الآثار الحالية والمستقبلية للذكاء الاصطناعي في المشهد العام للتهديدات.
الآثار قصيرة المدى للذكاء الاصطناعي على الأمن الإلكتروني
من الأهمية بمكان عند الحديث عن دور الذكاء الاصطناعي في الأمن الإلكتروني، أخذ الآثار قصيرة المدى بعين الاعتبار نظراً لكونها من المجالات التي لا تزال بحاجة إلى البحث فيها من منظور يتجاوز مجرد الضجة الحالية المُثارة حول الذكاء الاصطناعي. ويعتقد كايلي بأن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور كبير في حملات التضليل المكثفة على منصات التواصل الاجتماعي، وقد يتم تنظيم هذه الحملات قبل أو خلال أو بعد الفعاليات العالمية الرئيسية مثل الصراعات الجيوسياسية والانتخابات الأمر الذي يُضعف الثقة في مصداقية الحقائق التي يمكن التثبت من صحتها. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة قوية في هذا السياق حتى الآن، إلا أن المعلومات المجمعة من خلال المصادر المفتوحة تشير إلى تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في حملات التضليل.
الآثار متوسطة المدى للذكاء الاصطناعي على الأمن الإلكتروني – صقل الأدوات
يتوقع كايلي أن تقوم الجهات التخريبية على المدى المتوسط بصقل أدواتها عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنها على سبيل المثال إعطاء أوامر لنماذج الذكاء الاصطناعي لتحديد المؤسسات التي لديها أصول مكشوفة على شبكة لإنترنت مع خدمات مرتبطة بها وذلك للمساعدة في تحديد نقاط الضعف التي قد توجد في تلك المخدمات.
الآثار طويلة المدى للذكاء الاصطناعي على الأمن الإلكتروني – المساعدون الرقميون المعززون بالذكاء الاصطناعي
بالنظر إلى المستقبل، يتوقع كايلي إمكانية قيام الجهات التخريبية بتطوير مساعدين رقميين معززين بالذكاء الاصطناعي كمؤشر على التقدم الذي تحرزه هذه الجهات. ويمكن للمساعدين الرقميين مساعدة الجهات التخريبية في المراحل المختلفة لسلسلة الهجمات وعبر أساليب متنوعة مثل التحرك الجانبي ورفع الصلاحيات ضمن البيئات المهددة. وعلى الرغم من أن هذا المبدأ لم يصبح حقيقة واقعة بشكل كامل إلى الآن، لكننا نجد اهتماماً متزايداً ونقاشات تدور في منتديات وشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بعالم الجريمة الإلكترونية حول كيفية استخدام الجهات التخريبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن الإلكتروني
وباختصار، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي على استعداد لتأدية دور متزايد الأهمية في مجال الأمن الإلكتروني. ومع التطور المستمر الذي تشهده التكنولوجيا، فإن الذكاء الاصطناعي سيرسم معالم الطريقة التي يقوم العاملون في مجال الأمن الإلكتروني ومراكز العمليات الأمنية من خلالها بتأدية أدوارهم. وعلى الرغم من أن الآثار قصيرة المدى قد تشمل حملات التضليل والتزييف العميق، فإن التطورات متوسطة المدى ستركز على صقل الأدوات على امتداد سلسلة الهجمات مثل الاستطلاع والتصيد الاحتياليين، كما قد نشهد على المدى الطويل ظهور مساعدين رقميين معززين بالذكاء الاصطناعي يتم استخدامهم لتعزيز الأنشطة الخبيثة.
وتقدم رؤى كايلي لمحة حول ما هو ممكن، وتؤكد على حاجة بقاء العاملين في مجال الأمن الإلكتروني يقظين، وتكيفهم مع المشهد العام للتهديدات الذي يتطور باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، تشير أفكار كايلي حول المخاطر المحتملة المرتبطة بنماذج الذكاء الاصطناعي في الفضاء العام للإنترنت إلى أهمية ضمان أمن أصول الذكاء الاصطناعي وسلامتها.
ومع استمرار تطور مجال الأمن الإلكتروني، فمن الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون المحرك الرئيسي في الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية. ولذلك، يجب على المؤسسات والعاملين في مجال الأمن الإلكتروني البقاء على اطلاع على آخر التطورات، وتكييف استراتيجياتهم والاستعداد لمواجهة التهديدات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بفعالية.